في ظلّ استياء واسع داخل سورية وخارجها، تبرأت قيادة «وحدات حماية الشعب» الكردية من تصرّف عناصرها، الذين جالوا في مدينة عفرين التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بريف حلب، وهم يستعرضون جثث نحو 50 عنصراً من فصائل مقاتلة وإسلامية سقطوا خلال هجومهم على منطقتي عين دقنة والبيلونة، حيث اشتبكوا مع «قوات سورية الديموقراطية» التي يشكّل الأكراد نواتها الصلبة.
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن قيادة «وحدات حماية الشعب» أصدرت بياناً في خصوص هذه الحادثة قالت فيه: «أقدم بعض العناصر من وحداتنا يوم الأربعاء ٢٨/٤/٢٠١٦ ممن استشهد لهم إخوة وأقرباء في حي الشيخ مقصود، وكردة فعل غير مدروسة، على نقل جثث القتلى الذين قضوا في اشتباكات عين دقنة وبلدة أرفاد، عبر الشارع الرئيسي بمقاطعة عفرين، باستخدام شاحنة نقل». وأضاف البيان: «نحن في القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بمقاطعة عفرين، نؤكد أن هذا العمل تصرّف فردي ولا يمت الى الرسالة الإنسانية التي تسعى وحداتنا جاهدة الى نشرها، كما أن هذا العمل لا يتماشى مع قيمنا الأخلاقية والثورية، ونؤكد أن من قام بهذا التصرف سيكون موضع محاسبة، معاهدين بمواصلة نشر الأمن والسلام في المنطقة، ولن نسمح بتكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى».
في المقابل، نقلت «شبكة شام» المعارضة عن شهم أرفاد، مدير مكتب تل رفعت الإعلامي، أن القتلى الذين عرض الأكراد جثامينهم في مدينة عفرين «لا ينتمون الى أي فصيل سواء حركة أحرار الشام أو جبهة النصرة أو أي فصيل آخر، وإنما هم ثوار الأرض من تل رفعت الذين قرروا إلغاء كل الأسماء الفصائلية بغية استعادة أرضهم التي سبق وأن سلبتهم إياها وحدات حماية الشعب الكردية قبل أشهر».
وأضاف شهم في تصريح إلى الشبكة الإخبارية المعارضة، «أن هؤلاء الشبان قد ملوا ضيم التشرد والركون في المخيمات، وقرروا استعادة أرضهم بيدهم، متخلّين عن انتماءاتهم الفصائلية كافة، والعودة بمعركة أسموها زئير الشمال». وتابع أن عدد الذين سقطوا في معارك محاولة استعادة تل رفعت يفوق 40 قتيلاً «بقليل». وزاد أن هؤلاء «تمكنوا من تحرير قرية بيلونة وحققوا تقدماً كبيراً في عين دقنة، لكن تفجير أحد سيارات الذخيرة تسبّب باستشهاد عدد كبير من العناصر، الأمر الذي سبّب انهياراً» في صفوفهم.
الحياة