على امتداد العصور والأزمان يبقى الزواج حلم كل فتاة وشاب ورغبتهم في الاستقرار والسكينة، لكن هذه المملكة السعيدة تواجهها الكثير من المشاكل في بعض الأحيان، فكيف إن كانت تلك الصعوبات حروبا دامية؟
ويعتبر الزواج من العادات والتقاليد التي لا تتجزأ من التركيبة الاجتماعية إلا أن الظروف الاستثنائية مثل الحرب التي صنعها نظام بشار وأعوانه، تأتي لتفكك تلك العادات وتخلق مظاهر جديدة، ولا سيما في تلك المناسبة
يقول “عادل” من ريف إدلب(23 عاماً) ” قررت الزواج من شريكة حياتي وإقامة حفل زفاف بطريقة بسيطة تقتصر على حضور أفراد العائلة والأصدقاء المقربين فقط، مع مراعاة عدم المبالغة في ارتفاع أصوات الزغاريد حفاظاً على مشاعر سكان الحي والجوار ممن أخذت الحرب منهم فلذة أكبادهم ومن يحبون من الأهل”.
كما يتابع عادل الحديث بقوله” لقد استغرب الكثيرون من الإقبال على الزواج في ظل الحرب الدائرة في سوريا، وعلى قول الجد –رحمه الله- الحرب جعلتنا نفكر في أهمية استمرار الحياة لما تحدثه من دمار يودي بحياة الأبرياء حيث تزداد نسب الوفاة اليومية”.
ويرى العديد من الشباب في سوريا أن الوضع الراهن في البلاد وفر تسهيلات لهم، حيث يتم الاكتفاء ببعض الاحتياجات الضرورية، لتأسيس عش الزوجية والاستغناء عن بقية التكاليف التي تشكل عائقاً يمنعهم من الزواج.
يكشف لنا عبد الرحمن من ريف إدلب(24 عاماً) انخفاض المهر زمن الحرب جعل شباب الوطن يفكرون بشكل منطقي وواقعي ولو تزوج بغير تلك الظروف لكان “العريس” بعد الزواج مثقلا بالديون”.
تقول أم صلاح من مدينة إدلب(55 عاماً) “خوفاً من قصف النظام لصواريخه المدمرة في أي وقت واستهدافها للبنى التحتية التي يجتمع فيها السكان لإحداث أكبر عدد من الضحايا والأضرار المادية أجبرني على الامتناع عن المبالغة بزفاف ابني.. آه لم يعد حلم الأمهات الفرح بزواج أبنائها.. وانتظار تللك اللحظة بفارغ الصبر.. بات الحلم أن يبقى الأبناء سالمين مع من بقي من الأهل”.
كما أن تقليل تكاليف الزواج أصبح مطلبا ملحا لا سيما في ظل ارتفاع نسبة البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي ويساعد ذلك في الحد من نسبة العنوسة المنتشرة خصوصاً في أواسط النساء، فازدياد عدد الأرامل والمطلقات والفتيات دون زواج يكون خطر يهدد المجتمع ويحدث شرخاً كبيراً.
تصرح أم سمير (42 عاماً) من ريف حلب نزوح الأسر السورية داخل الوطن من مكان لآخر، زاد من نسبة التعارف بين الشباب ومثل ما يقال” تغير الدم السوري” فأصبح الشاب القادم من حمص مثلاً يرغب بالزواج من فتاة من ريف حلب المكان الذي نزح إليه، مع وجود رغبة مماثلة من قبل الطرف الآخر، فمهما كانت الظروف يبقى “العروسان” من أبناء الوطن الأم سوريا وتبقى الآمال محفوفة بقدوم جيل صغير يكبر في وطنه، ويكبر معه حب الاستمرار في الحياة، وطبعاً تلك الحياة التي يعيشها شباب الوطن لم تأت على مزاج أحد سيعيشونها بحلوها ومرها ..رغم الألم.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد