تتعرض محافظة إدلب للكثير من القصف بالقنابل العنقودية، مخلفة وراءها الكثير من الدمار والمزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء.
ورغم دعوة الاتفاقية الدولية حول الذخائر العنقودية لعام 1988 إلى حظر استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الذخائر العنقودية، وإلزام الأعضاء باتخاذ إجراءات محددة لضمان عدم تسبب هذه الأسلحة في وقوع ضحايا في المستقبل… وطبعاً سوريا ليست طرفاً في هذه الاتفاقية.
ومع دخول الاتفاقية حيز التنفيذ عام 2010 بعد أن صدقت عليها 113 دولة، إلا أننا لا نرى في هذه الاتفاقية، سوى خروج نظام الأسد وحليفته روسيا بفقدهم للشرعية الدولية وحقوق الإنسانية.
يكشف أبو عمر(34 عاماً) عن مجازر مروعة بحق مدينته “خان شيخون” قائلاً “مع بكاء وصراخ للأطفال والنساء عم أرجاء مدينتي تزايد قصف الطيران الحربي الروسي، الذي أغار على المدينة بعشرات القنابل المتفجرة، نتج عنها ضربات أودت بحياة المدنيين، وإصابة آخرين، وحرائق ودمارا كبيرا… فقدت كل شيء.”
ولا ننسى مدن وبلدات، جسر الشغور إضافة إلى معرة النعمان وخان شيخون التي امتلأت بالنازحين من ريف حماة، ومرديخ وكلي والتمانعة وكفتين وسرمدا… وبالأمس كفر تخاريم أبناء ومدن إدلب، عانت من العنقودي وما تزال تعاني مع تصاعد حملة النظام الشرسة.
من كفر تخاريم يهتف أبو بلال بصوت علت عليه نبرة الغضب ورجفة الألم “سقطت أحلامنا.. لنعيش آلامنا.. الله عليك يا بشار وعلى أعوانك لم تشهد البشرية.. مثلك .”
والسؤال المطروح.. هل تعلم ماهي القنابل العنقودية؟
قنابل يشهد لها بخطورتها وهي عبارة عن حاضنة كبيرة تحتوي على عشرات القنابل الصغيرة التي تنفجر غالباً بالجو بعد ان تسقطها الطائرات، فتنتشر على مساحات واسعة من الأرض، ومنها يسقط دون انفجار، فتتحول القنابل غير المنفجرة إلى قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة في حال لمسها أو تحريكها.
تكشف أم محمد من مدينة كفر تخاريم عن آلمها الشديد من غارة استهدفت مدينتها بالقنابل العنقودية “أحياناً نقلل الحديث عن نظام يقتل شعبه.. ليس لأننا كرهناه فحسب.. بل لأننا لا نجد ما يليق به، حسبنا الله.. اللهم انصر المستضعفين ممن لا حول لهم ولا قوة”.
أما فرق الدفاع المدني تكاد تكون شبه عاجزة عن التخلص من القنابل العنقودية، والتقليل من خطرها على السكان، فأكثر ما يعيقهم في عملهم عدم حيازتهم لمعدات البحث الحديثة، إضافة لمستلزمات السلامة الخاصة للتخلص من القنابل المتوزعة في الأراضي الزراعية، وبين الأحياء السكنية.
وقامت فرق الدفاع بحملات توعية، مع رسومات تحذيرية حول مخاطر القنابل، حيث وزعت على الأهالي وعلقت على الجدران لمعرفة كيفية التعامل معها وتجنب لمسها أو حتى الاقتراب.
ويبقى السؤال إلى متى سيبقى أهلنا في سوريا يعانون.. والجميع يصمتون؟!.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.