“سامحينا أيتها الأم الحلبية.. فالموت في شوارع حلب، ليس كالموت في شوارع نيس الفرنسية.. حتى يُندد في مقتلك العالم بأسره” تلك كلمات أحمد السقا بعد مشاهدته جثة امرأة من ريف حلب طالتها نيران قصف طائرات النظام الغادر والحاقد على البشر أودى بحياتها البريئة, دون ذنب، فقط أنها من مناطق خرجت عن سيطرة النظام التي حكم عليها بالحرق لتنفيذ ما يدعون “الأسد أو نحرق البلد”.
وأي مفارقة بين الشعوب التي تشهد حوادث اعتداءات بحق الأبرياء من السكان؟!
قتل ما لا يقل عن 84 شخصاً, مساء الخميس 14 يوليو/تموز 2016, على الكورنيش البحري في نيس (جنوب شرقي فرنسا)، حين اندفعت شاحنة تجاه الحشود المتجمعة لحضور عرض الألعاب النارية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.
وطبعاً من الطبيعي فرض، طوق أمني على الفور قرب الكورنيش البحري الذي أغلق تماماً، وأعلنت حالة الطوارئ في مستشفى نيس لاستقبال الجرحى، وفي أقل من ساعة تحدثت السلطات المحلية عن الاعتداء، وناشدت السكان لزوم منازلهم، وتوخي الحذر، فيما نشطت على مواقع التواصل الاجتماعي تبادل الرسائل بين السكان للاطمئنان.
عداك عن الخوف الذي رافق السكان والحكومة على الناجين وتأثرهم النفسي بما حصل والعمل عل تأمين مرشدين نفسيين.
مفارقة ملحوظة، وكأن السكان في فرنسا أو أي دولة من دول العالم المتحضرة، هم من جنس آخر ويمتلكون، حقوقا مدنية، مغيبة عن حقوق الأهل في سوريا.
تكشف ساره (26عاماً) من ريف حلب “نساء سوريا.. لسن كغيرهن من نساء العالم.. آه، قلبهن الكبير لم يعد يتحمل الألم، فراق أحبة، ومشاهدات للموت اليومية.. معاناة من حياة مريرة كمرارة الأيام التي نشهدها، مع صمت دولي وتآمر على شعب باتت أمنيته الموت تحت أنقاض منزله، خير من عيشة ذل، ومعاناة يومية.. كما تقول الجدة (عظمة العقول تخلق الحسّاد.. وعظمة سوريا جلبت لها الأعداء) يا لله كن معنا وألهمنا الصبر!”.
كما أفادت مصادر طبية بمقتل طفلين في هجوم الشاحنة على الحشود التي كانت تحتفل بالعيد الوطني الفرنسي، بينما يرقد في المستشفيات 50 طفلاً أصيبوا بجراح أثناء الاعتداء.
أيّاً كانت جنسية الطفل فهو الأعزّ على قلب والديه ومن حق البشرية جمعاء الاهتمام بحقوقه وسلامته واجب إنساني محض.
تروي صباح من ريف إدلب وهي أم لأربعة أطفال “لن يغفر قلبي لمن كان وراء مقتل أبنائي.. سأطلب من الله أن ينتقم لهم بأشد العذاب.. وأدعو بالصبر لقلب كل الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن، في أي ظرف كان.. لا ذنب للصغار فيما يصنعه الكبار”.
تدمدم أم سامر من ريف حلب بغصة في الكلام “ما يحدث في سوريا الجريحة من موت ودمار وألم وفراق.. أمام صمت دولي، غير آبه بأرواح الأبرياء جعلني أتمنى.. أن أسبق أولادي إلى القبور.. فالأم الأكثر شقاءً هي المسكينة التي تدب إلى الموت دبيا وهي لا تعلم تركت ولدها وراءها.. أم أنها ستجده أمامها”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد