لقد فهمت الأمر من منذ بدايته وأرادت أن تلقننا درساً في منتهى الصراحة، فليس لديها شيء لتخفيه، أو حياء.
فمنذ فرار بن علي حاكم تونس خوفاً من صرخة الشعب وتعاظم جموعهم، قررت أمريكا خطتها الخبيثة: فالشعوب ثارت ونجحت بخلع أول دمية من دمى الاستعمار ولن تهدأ ولن
تقف حتى تنظف البلاد العربية منهم وسيأتي الدور لاحقاً على إسرائيل.
فاطلقت العنان لزعماء الدول لقمع الشعوب مع الاحتفاظ بماء الوجه فهي راعية الحرية العالمية، فكانت غلطة من لقب بالمجنون القذافي الذي كرهه كرسي الحكم واستعمل السلاح وأضرم النار في بلاده ليبقى القائد الأعظم، ولكن هيهات لشعب تنفس الحرية أن يعود للعبودية توالت الأيام وأطيح برأسه.
فجنت الشعوب وثار اليمن ومصر مع اختلاف الطرق والأيدلوجيات والحسابات، فاليمن ليست مصر، اليمن أريد لها حرباً طويلة تغرقها بالجهل أكثر فأججت فيها نار الطائفية لينشغل بها جيرانها من حكام الخليج المتخمين بالنعم ويبدؤوا بتحسس كراسيهم.
اما مصر بلاد الفقر:
فثار الشعب ونزل العسكر للشوارع ونزع “مبارك” الذي لم يمنح شعبه ما يشبع بطونهم لأعوام، وتغير فيها النظام مرات وكرات فسجن الرئيس المنتخب وعادت لقبضة العسكر من جديد.
كل هذا كان يعطيها أمرا جللا في الشرق، فسوريا ثارت كالبركان على الظلم والطغيان، وفقد فيها الأمريكان حارس مدللتهم إسرائيل شخصيته وكادوا أن يطيحوا به.
وهنا أعطي الضوء الأخضر، اقتل دمر حطم افعل كل شيء وحافظ على ملكك لم يأتي الوقت المناسب لتترك الكرسي.
قتل استمر واستمر متزامناً لسنتين في ليبيا واليمن وسوريا واعتقال وتضييق في مصر وتونس وباقي البلدان التي تعلم أن أمورها بخير، فكلٌ يريد أن يحافظ على حكمه ولأمريكا ما أرادت.
نعم غدت مدللتها إسرائيل ملاكًا في عيون العالم وغدا السفاحون هم العرب، فهم من يحرقون ويدمرون مدنهم ويقتلون شعوبهم وليست إسرائيل كما تدعي بعض المنظمات الإنسانية منذ سنوات، نعم محيت مجازر اليهود لعهود وبقيت أمريكا مهيمنة.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد