لكل محافظة من المحافظات السورية طابعها الخاص في المأكولات، لتتميز مدينة إدلب بالشعيبيات والأهم التين والزيتون المشهور على مستوى سوريا، فلا يمكن لأحد أن يأتي للمحافظة، ولا يتذوق” شعيبياتها ” متقنة الصنع، لو تعمقنا في مأكولاتها لوجد لها أنواعا لا تعرف في محافظات أخرى لتكن حصرية لمدينة إدلب وريفها.
تتحدث “أم سعيد” وهي من حارم الريف الغربي لمدينة إدلب :”تعمل كل قرية في المناطق الغربية مأكولاتها على طريقتها، فالكبة النية مشهورة بها هذه المناطق”، لتصف طريقة صنعها:” في كل بيت يوجد الهاون والجرن الخاص لدق الكبة، فحتى هذه اللحظة نساء المدينة تتباهى بدق الكبة وتتفن في صنعها على يدها، تدق اللحمة الغنم حتى تصبح طرية وناعمة ويميل لونها للون الزهري لتدق مع البرغل البلدي بالإضافة للفليفلة الحمراء وقليل من البندورة المجففة”، فالأزمة الاقتصادية والغلاء لم يؤثر كثيرا على الكبة النية سوى أن كمية اللحمة أصبحت أقل بعد أن كانت تطغى اللحمة عليها.
” من الكبة النية” للريف الغربي لمدينة إدلب تأخذك سلاسل التين الذهبي اللون للريف الجنوبي، أبو مصعب من جبل الزاوية يقف أمامها متباهيا بها بقوله:” التين المجفف يتم تصنيعه هنا بعد أن كانت نساء المنطقة تجتمع على عمله، فأصبح هناك آلات خاصة لتجفيف وتهبيل التين لكن تبقى الطريقة اليدوية هي الرائجة في المنطقة وأكثر جودة”، ليتحدث عن طريقة “التهبيل” اليدوية:” يتم تعريض التين بعد تجفيفه على الشمس لمدة لا تقل عن أسبوع كامل لتقوم النساء بضمه بسلاسل بعد كبسة ووضعه في وعاء كبير مثل المصفاة وتعريضه لبخار الماء”، لينشر مرة أخرى على الشمس ويعلق للزينة في الصيف بالمطبخ ويؤكل في الشتاء مع الجوز البلدي.”
أما في المناطق الشرقية لمحافظة إدلب تشتهر بأنواع السمنة الفاخرة واللبن والجبنة الغنم، يتحدث خالد من سراقب الذي يملك قطيعا من الأغنام عن جودة السمن العربي وكيفية صنعه :” يعتبر السمن العربي له مواسم وأفضل موسم له الربيع، حيث يستخرج من الحليب أجود أنواع السمن عن طريق خض اللبن بالخابية وهي عبارة عن قماش من نوع خاص لعزل السمن عن الماء”، بالإضافة لذلك فإن سكان هذه المنطقة مشهورون بالجبنة الغنم البيضاء التي تنافس الجبنة الحموية بجودتها.
لتشتهر المناطق الشمالية لمحافظة إدلب بأنواع الخبز وأيضا بأجود أنواع القمح والفريكة المعروفة بكثرة أراضيها هناك، فيصف فهد أن في كل بيت يوجد تنور خاص له تقوم سيدة البيت بالخبز يوميا بعد شروق الشمس على يدها، دون الحاجة لخبز المخابز الذي تخبزه الأفران الآلية.
حين تتحدث عن الأطعمة المشهورة بها محافظة ادلب ستجد مأكولات كثيرة فتعتبر من أكبر المحافظات من حيث عدد القرى الموجودة فيها، كما أنها تشتهر بهوائها المعتدل وخضرتها الجميلة.
المركز الصحفي السوري – محمد المحمود