بعد الانخفاض الكبير لسعر الليرة السورية وهبوطها بشكل جنوني أمام سعر صرف الدولار، غضب عارم يجوب الشوارع، خسارات اقتصادية هائلة تنعكس سلبا على الحياة المعيشية للمواطن لتأثيره الكبير على ارتفاع أسعار المواد التموينية والدواء مما يؤدي لارتفاع أسعار البضائع تزامنا مع الهبوط المفزع لليرة السورية، وعلى أجور اليد العاملة كضريبة على هذا الارتفاع وبالتالي شلل الحركة الاقتصادية في الأسواق.
يعد تجاوز سعر صرف الدولار 525ليرة في أغلب المناطق السورية وارتفاعها لأكثر من 530 في مناطق أخرى، دليل على تدهور الاقتصاد السوري وانهياره ووصوله لحد الإنهاك التام بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب التي أتعبت الشعب، ليس فقط على المستوى الإنساني بل أثر بشكل مرعب على الاقتصاد والواقع المعيشي للمواطن لدرجة أن عودة الدولار لل 450 بات ضربا من الخيال لا يمكن تصديقه، يقول رشيد أحد الواقفين على شباك الصرافة:” الدولار بدو يطلع بدو يصير الدولار بألف بكرا الأيام بتأكد الوضع رايح ع أسوأ”.
ويقول أحد متابعي صفحات صرف الدولار على الفيس بوك ليرة: “مستحيل ينزل شو عم تضحكوا علينا كنا شفنا رجع بعد كل نطة اله “، تعكس الردود التخوف الكبير عند المواطن من المزيد من التدهور للوضع.
تحول الخوف من القفزات الهائلة للدولار لغضب رُصدَ في الأسواق السورية، فحسب مواقع موالية للنظام، خرجت مظاهرة في وسط العاصمة دمشق قبل أيام تلاها إضراب للمحال التجارية عن البيع مما جعل حكومة النظام تخرج بتصاريح عديدة على لسان وزير المالية وتبريرات انخفاضها المستمر ليدلي أن السبب يكمن وراء الفجوة الموجودة بين إيرادات الدولة من القطع الأجنبي ونفقاتها، فبلغ العجز حوالي 3.6مليارات دولار، في حين أن التصريحات السابقة كانت تعطي انطباعات بأن “سوريا بخير” فحسب تصريحات وزارات أخرى فإن الصادرات التي تعود إيراداتها للمصرف الحاكم المركزي، شهدت تحسنا ملحوظا في عام 2015 وفي سياق متصل كدليل على التلاعب الإعلامي للوزارات بشأن الاقتصاد السوري ما زال بخير رد عبدالرحمن على أحد المتابعين لأسعار الدولار على الفيس بوك عندما قال “عأساس الدولار ب 440″، وكان رد عبد الرحمن “لا تابع قناة الدنيا كتير بتعرف سعر الصرف الحقيقي!!”.
سواء أكان السبب تلاعب التجار بقيمة الصرف أو أن الدولار أنهك التجار والمواطنين بعدم استقراره وقفزه بشكل جنوني من حين لآخر، أو كانت الأسباب متعلقة بالوضع السياسي للبلد وخصوصا بعد الانسحاب الروسي فمهما اختلفت التحليلات وتعددت الأسباب إلا أن المواطنون يرددون “مو رايحة غير علينا”.
آية رضوان
المركز الصحفي السوري