قال روبرت فيسك في مقال نشر بصحيفة “الاندبندنت” البريطانية أن حزب الله اللبناني المقاوم الذي قدم شجاعة وتضحية بالنفس دفعت جنود الاحتلال الإسرائيلي للخروج من لبنان قبل 12 عاما، أصبح اليوم أشبه بمؤسسة عربية “أمنية” تطلق طائرات بدون طيار فوق إسرائيل، وتواصل الدعم لنظام بشار الأسد السوري وسط إدانة متزايدة من اللبنانيين.
وأضاف الكاتب أن وليد جنبلاط، المذبذب في موقفه حيال سوريا، تساءل لماذا لا يعطي حزب الله دعمه العسكري والسياسي إلى المقاومة السورية بدلا من النظام الذي يقاتلهم ؟
حزب الله يقدم خدمات استخباراتية لبشار الأسد ولا يقاتل معهم
وأضاف روبرت فيسك أن حزب الله ليس كما تدعي وزارة الخارجية الأمريكية أنه يقاتل مع رجال الأسد، ولكنه يحمي الحدود اللبنانية السورية من يد المتمردين، وتستخدم مخابراتها الهائلة في تقديم خدمات لصالح النظام السوري، وقد عاد حزب الله بما لا يقل عن أربعة وصفهم فسيك بـ”شهداء” من سوريا لدفنه في لبنان.
وتحدث فيسك عن حرب العصابات التابعة لحزب الله وقوتها وتماسكها وانتصاره في حرب عام 2006 على إسرائيل التي خلفت أكثر من ألف مدني قتيل في لبنان، ثم خسرت إسرائيل وتراجعت إلى الخلف عبر حدودها، بعد قتال وجه لوجه مع إسرائيل، وتحدثت جنود إسرائيل بأن حزب الله لا يرهب، وأضاف الكاتب إلى إن إسرائيل وأمريكا تشير بانتظام لذلك الحزب باعتبارهم إرهابيين
عيوب حزب الله انتمائها الطائفي الشيعي ودعمها لبشار الأسد واعتمادها على إيران
وانتقل الكاتب إلى الحديث عن سمتين اعتبرها من العيوب الأساسية في منظمة حزب الله، الأولى طائفيتها باعتبارهما مسلمة شيعية ويتم تمويلها بملايين من الدولارات سنويا من إيران، و الثانية دعم حزب الله لاستمرار الأسد العلوي – المذهب المتأثر بالتشيع – مما يثير المزيد من التوقعات الطائفية ويبعد الحزب عن المسيحيين والمسلمين السنة.
وأشار فيسك في مقاله بصحيفة “الاندبندنت” البريطانية إلى إرسال حزب الله لطائرة بدون طيار إلى إسرائيل كانت الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للبنان وللكثيرين في الحكومة التي يمثل فيها حزب الله والتي كانت صناعة إيرانية، وأضاف أن ذلك يمثل تصعيدا خطيرا في التوتر بين لبنان وإسرائيل
إرسال طائرة بدون طيار تحذير إيراني بعدم الاقتراب من المنشآت النووية
ورأى الكاتب أن في إرسال طائرة بدون طيار رسالة إلى إسرائيل بأنه في حالة ضرب المواقع النووية الإيرانية يمكن أن تهاجم طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله إسرائيل
وأضاف الكاتب أن الإسرائيليين أنفسهم يعتقدون أنه إذا اندلعت حرب أخرى مع حزب الله فإن المقاتلين اللبنانيين سيسعون لدخول إسرائيل على الساحل ثم يرجعونهم مرة أخرى إلى مواقعهم، لينالوا به انتصار رمزي بدلا من أي محاولة حقيقية لتحرير فلسطين
ثم تحدث الكاتب عن المشاكل التي يتعرض لها حزب الله، مثل انخفاض عملة إيران،وسيؤثر ذلك في دعمها لحزب الله، وكذلك اتهام المحكمة الدولية لأربعة من كبار أعضائها في القضية المتعلقة باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري
وأكمل فيسك أنه إذا ما انهار نظام الأسد وحل محله قوة إسلامية سنية في دمشق، سيصبح حزب الله وحده في بلاد الشام، وستبعد المسافة بينه وبين إيران
واعتبر الكاتب دعم الغرب للمتمردين في سورية هو محاولة غربية لتدمير حليف إيران العربي الوحيد، وإن حدث ذلك سوف تكون حزب الله لوحدها، وسيسعد ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، ما لم ينج نظام بشار الأسد
روبرت فيسك
الاندبندنت