“من أبكاك يوماً سيجد من يبكيه، ومن ضرك سيضره الله يوماً، ثق بربك وتوكل عليه، وكن بانتظار الدنيا حين تدور” تلك كلمات الشاب أحمد من ريف دمشق (27عاماً) والفرح يدخل قلبه لدى سماعه من أحد أصدقائه في لبنان خبر خوف قيادات في حزب الله من تجنيد أبنائها وإرسالهم إلى سورية لخدمة شخص بشار ونظامه المجرم، إذ ظهر في بداية العام الماضي ظاهرة “هروب الشبان اللبنانيين الشيعة إلى أوربا، وذلك رفضاً لإجبارهم على الانضمام لمليشيات حزب الله التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا.. بعد أن أيقن المقربون من حزب الله بأن حربهم خاسرة في سوريا وهي محرقة حقيقية لأبنائهم.
وبعد اعتبار زعيم الميليشيا ” حسن نصر الله” هذه الحرب مسألة وجود، وأنه ماضٍ فيها حتى النهاية، وهذا ما كلف الطائفة مئات القتلى والجرحى، يقول “ماهر” شاب لبناني مقيم في ألمانيا (25عاماً)” لم أرغب بالانضمام لدورات تأهيلية ومعارك مشتعلة في سوريا خوفاً من الموت والدمار النفسي مع أنني أعيش في وطني لبنان مع عائلتي بحالة مستقرة، فقررت مع عدد من أصدقائي الهروب إلى الدول الأوربية، لتقديم اللجوء وطبعاً كان يجب على الأهل تأمين مبالغ مالية لنا لنتمكن من السفر، إذ إن الفرد الواحد يجب أن يدفع سبعة آلاف دولار كحد أدنى للوصول إلى أوربة، ما دفع الأهل لبيع شيء من أملاكهم الشخصية ممن لا يملكون المال الكافي.
ونقلاُ عن الأورينت تؤكد الدراسة المنشورة بتاريخ 22شباط الماضي، إلى أنه في الفترة ما بين 30 أيلول 2012وحتى 16شباط 2016 ، كان عدد قتلى حزب الله في سوريا بلغ 865 قتيلاً، ويعتمد توثيق هذا الرقم على المستندات والأخبار المنقولة عن الإعلام الإيراني.
طبعاً حزب الله يخفي حقيقة عدد القتلى والجرحى في سوريا خوفاً من تململ الأهالي وتمرد أتباعه ضده.. يقول أحمد “هناك فرق كبير بين الثوار السوريين الذين يدافعون عن وطنهم الأم سوريا وخسائرهم بالأرواح مشرّفة وبطولية كونهم يدافعون عن الأهل والأرض ضد نظام أرهقهم بطائراته التي جلبت لهم الموت والدمار وحشد الأعوان الروس والإيران لكن موت الأعوان من روس وإيران، عار لهم وتعدي على حقوق المواطنين السوريين وعلى حقهم بالعيش على أرضهم بسلام فأرواحهم تزهق دفاعاً عن شخص بشار الذي لم يجد نفسه يوماً”
لكن ما الذي يجبر المليشيات الإيرانية لحزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا على التضحية بحياة أبنائهم؟ يصرح صديق أحمد اللبناني الأصل “طبعاً الأوهام التي تزرع في عقول الشباب والطاعة العمياء لحزب الله هي التي منعتهم من التركيز حتى في تصرفاتهم، ولكن في الآونة الأخيرة ومع زيادة في عدد القتلى والجرحى برزت فئات تفضل هرب الأبناء للدول الأوربية على خوضهم في معارك مميتة ومجهولة المصير كما هي مجهولة الهدف ومجهولة الفئة التي تديرها أيضا.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد