نشرت قناة “RT” الروسية بالتعاون مع “مراسلون بلا حدود”، إنفو جرافيك عن “حرية الصحافة في العالم” للعام 2016، تظهر فيه سوريا بالمراتب 22عربيا من أصل 24 دولة، و177عالميا من أصل 180 دولة في حرية الصحافة والصحفيين، ففي منتصف العام الماضي تم تصنيف سوريا على أنها أخطر بلد في العالم على الصحفيين للسنة الرابعة على توالي، فالخطر الأكبر عليهم بشكل أساسي هو النظام وميليشيات وجماعات مسلحة مختلفة.
في وقت سابق وقبل الثورة السورية كانت للصحافة في سوريا تبعية للنظام بشكل أو بأخر، فهي لا تبث إلا ما يتم الموافقة علية مسبقا من قبل فروع أمنية لتكون على مرّ أكثر من أربعين عاما محبوسة في سجون النظام، فكثير من الصحفيين والكتاب تم تغييبهم في السجون لسنوات بسبب مقال كتب يهاجم بشكل غير مباشر الحكومة والنظام ليكون متنفس الصحفيين خارج حدود الوطن أما في الدول العربية أو الدول الأجنبية، لم تكن القيود تفرض على الصحفيين السوريين قبل الثورة وحتى الأجانب الذين يسافرون إلى سوريا كان لديهم مرافقين من قبل “ضباط الصحافة” فلهذا السبب لا يستطيعون إنجاز تقارير مستقلة وبحرية.
ألقيت مهمة تغطية أحداث الثورة السورية على عاتق ناشطين على الأرض في سوريا مهمتهم الأساسية إيصال الحقيقة وتوثيق الأحداث الدائرة على الأرض، بعد أن غيّب النظام السوري الحقيقة كاملة لتعتبرهم منظمة “مراسلون بلا حدود” من فئة الصحفيين، ففي خمسة الأعوام الماضية سجلت المنظمة مقتل الصحفيين والناشطين السوريين والأجانب العدد الأكبر فوصل لأكثر من 180 شخصا حسب منظمة “مراسلون بلا حدود”، فأغلبهم سقطوا خلال قصف عشوائي على الأحياء السورية ومنهم من سقط برصاص قناصة تابعة للنظام السوري أو تحت التعذيب بعد إلقاء القبض عليهم.
أما الصحفيين الأجانب الذين حاولوا الدخول إلى سوريا عن طريق النظام السوري كانت تمنعهم من التحرك بحرية وتأخذهم لأماكن يحددها النظام، بحجة الخوف عليهم من العصابات الإرهابية المسلحة على حد زعم النظام.
العام الماضي سجل دخول الصحفيين الأجانب أدنى مستوياته لهم إلى الأراضي السورية، وذلك للعديد من الأسباب التي تحدث عنها الصحفي الإسباني “الموندو” والصحفي “بيريرديكو دي كاتالونيا” بقوله ” لم تعد الدول الأجنبية تسمح بذهاب الصحفي إلى سوريا، ليسافر الصحفي المستقل على حسابه الخاص، ولكن أغلب الصحفيين الأجانب لا يستطيعون دفع تكاليف “مرافق إعلامي” لأن المرافق يرتفع سعره كلما ازدادت خطورة مهمته أو حسب المنطقة التي يرغب الصحفي الذهاب إليها، ليقوم أيضاً بدور مترجم ووسيط يربط الاتصال بين الصحفي والأطراف المتحاربة، وقليل من المرافقين يقبلون الذهاب إلى مناطق خطرة يرغب الصحفي في تغطيتها، وقال في حوار له مع صحيفة “إيلموندو” الإسبانية :” لأول مرة أتساءل مع نفسي هل يستحق الأمر انجاز تقارير من أماكن تقع فيها مثل هذه الأمور”.
بعد خروج 70% من الأراضي السورية من قبضة النظام، يحاول الصحفيون والناشطون المستقلون إنشاء صحف محلية على أسس جديدة غير التي يتبعها النظام، لتواجه صعوبات كثيرة لأنها حتى اللحظة في ظل ظروف الحرب القاسية استطاعت أن تنقل الحقيقة نوعا ما، فكان من بين الذين قتلوا مؤخرا من الصحفيين المحليين ” وسيم العدل” الذي قتل أواخر العام الماضي إثر غارة جوية نفذتها طائرات روسية بريف إدلب.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي