ملاكم سوري يدعى علاء الدين غصون، ينسحب من نزال لأن خصمه إسرائيلي. خبر تصدّر وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام السوري وحلفائه، ولايزال يكتسح عشرات المواقع والصفحات.
ومع أن تعليقات عابت على الملاكم انسحابه أمام خصمه الإسرائيلي، وتمنّت عليه لو كان لعب أمامه وفاز عليه، إلا أن إعلام الأسد تعامل مع انسحاب ملاكمه كما لو أنه بطولة بحد ذاته، إلا أن تاريخ هذا اللاعب يجعل من انسحابه أمام خصمه الإسرائيلي، تفاديا لهزيمة متوقعة، وفقاً لما سجلته المواقع الرسمية عن مبارياته التي هزم فيها أو انسحب منها، دون أن يكون أمامه خصم إسرائيلي!
لا يُهزَم إلا بتحيّز الحكّام!
وللملاكم السوري الموالي للعظم للأسد، علاء الدين غصون والذي ينحدر من “جبلة” التابعة لمحافظة اللاذقية، قصص مثيرة في نزالاته التي يخوضها في أكثر من بلد، وخصوصاً عندما تكون النتيجة في هزيمته أمام خصمه.
فأشهر نزالاته التي هُزِم فيها، تصدى لها إعلام الأسد ومؤسساته الرياضية، واتّهموا التحكيم فيها بأنه المتسبب بخسارة ملاكمهم الذي يبدو أنهم علّقوا عليه آمالاً كبيرة.
ومنذ الإعلان عن انسحابه من النزال الذي سيجمعه بملاكم إسرائيلي، تحوّل إلى بطل لا يُشقّ له غبار، فنقلت “سانا” الرسمية عنه الأحد الماضي: “انسحب ملاكمنا علاء الدين غصون، من منافسات بطولة العالم للملاكمة، المقامة حاليا في أذربيجان، بعد أن أوقعته القرعة مع لاعب من كيان الاحتلال الإسرائيلي”.
ونقلت الوكالة عن رئيس اتحاد الملاكمة السورية قوله: “إن الشعور الوطني الذي يتمتع به اللاعب علاء الدين غصون دفعه إلى مغادرة البطولة”.
والغريب أن الوكالة تتابع نقلها عن رئيس اتحاد الملاكمة وتأكيده أن “الملاكم الوطني” كان “من المتوقع أن يحرز نتائج جيدة” إلا أن “إخلاصه لوطنه كان الأهم من تحقيق الفوز”!
إلا أن مطالعة حول تاريخ هزائم هذا اللاعب، على يد ملاكمين أجانب، تكشف كم كان يتمتع بحماية خاصة من الأوساط الرياضية الرسمية للنظام السوري، إلى الدرجة التي ما خسر فيها نزالاً إلا وقام الاتحاد الرياضي باتّهام لجنة التحكيم بالتسبب بهذه الهزائم!
ففي عام 2013 خسر الملاكم غصون نزاله مع ملاكم بوسني يدعى ديزاميل بوسنجاك بدورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في تركيا، وقتذاك. فما كان من الاتحاد الرياضي العام، إلا ونشر خبراً عن تلك الهزيمة قال فيه إن غصون “تعرّض لظلم تحكيمي واضح” على الرغم من كل اللكمات التي انهمرت عليه كالمطر في ذلك النزال.
أما في عام 2014، فقد هزِم “الملاكم الوطني الذي ضحى بفوزه لأسباب وطنية خالصة!” أمام ملاكم من كازخستان، في بطولة “أسياد”. فما كان من الاتحاد الرياضي العام، إلا وأن نشر خبراً عن الواقعة، قال فيه إن ملاكمه خسر بسبب “تحيّز تحكيمي واضح” مجدداً!
وعائلته تنسحب أيضاً لأسباب مجهولة!
والجانب الأكثر إثارة، هو أن الملاكم لديه عدة أشقاء يلعبون ذات الرياضة القتالية تلك وهم محمد وأحمد وعلي وسومر. وجميعهم يعتذرون عن خوض المباريات بدون سبب محدد. فشقيقه محمد اعتذر عن النزال عام 2015 فجأة!
ولديه شقيق آخر اسمه أحمد، وملاكم هو الآخر، كان قد “أَسقط” خصمه الأوكراني بالضربة القاضية عام 2014 في رومانيا، بحسب مازعمه للصحافة، ورغم ذلك هُزم الملاكم السوري! والسبب برأيه لأنهم “يحاربون سوريا بجميع المجالات”! نظراً إلى ولاء تلك العائلة لنظام الأسد، وتعتبر نفسها أنها تهزم بسببه!
بل إن عائلة الملاكم بأسرها، والمؤلفة من أربعة ملاكمين هو الخامس بينهم، كان سبق لها واعتذرت في ديسمبر من عام 2014 عن الاشتراك في دورة البقعة في الأردن، ولسببين، أحدهما لتصادف موعد البطولة “مع موعد الامتحانات” والسبب الثاني “مجهول”.
كما قالت العائلة نفسها، ببيان فيسبوكي في 22 ديسمبر 2014 صدر باسم الملاكم محمد غصون، قال فيه إن السبب الثاني لانسحاب أشقائه من بطولة الأردن، مجهول!
تعليقات متعددة طعنت بانسحاب ملاكم الأسد أمام خصمه الإسرائيلي، فجاء في صفحة “شبكة أخبار الساحل السوري” الفيسبوكية الموالية: “على فكرة، هذه ليست رجولة أن ينسحب أمام الإسرائيلي. كان يقدر أن يلعب ضده. لأن هذه ملاكمة وليست مباراة ورق (كوتشينة)”.
العربية